عبد الله آصلان: ربما يوجد وقف لإطلاق النار، ولكن لا توجد ثقة!

إعلان الهدنة المؤقتة بعد أكثر من 40 يوماً على الأحداث الجارية وحقيقته، مع التأكيد على ضرورة الحيطة والحذر وعدم الثقة بالعدو ‥
في مقاله الأخير تحدث الكاتب "عبد الله آصلان" عن اتفاق الهدنة المعلن عنه، داعياً إلى الالتزام بالحيطة والحذر، وعدم الثقة بالصهاينة:
"كما هو معلوم، أُعلن في ساعات المساء من اليوم السابق عن توقيع "اتفاق إنساني مؤقت" لمدة 4 أيام بين حماس ونظام الاحتلال، وفي هذا الصدد، ذكرت حماس أيضاً أنّه تمّ التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى وهدنة إنسانية في المواجهات الجارية.
فقد نشرت حماس معلومات مفادها أنّ الهدنة الإنسانية ستستمر لمدة 4 أيام، وسيتم خلالها إطلاق سراح 50 أسيراً إسرائيلياً مقابل إطلاق سراح 150 أسيراً معتقلاً في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب إسرائيل فإنّ هناك 239 معتقلاً إسرائيلياً في قطاع غَزَّة لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حـمـاس.
وبموجب الاتفاقية، سيتم نقل شاحنات الوقود والمساعدات الإنسانية إلى كل منطقة في قطاع غَزَّة خلال فترة الأربعة أيام المحددة.
وسيتم إيقاف حركة الطيران في جنوب قطاع غَزَّة طوال اليوم، وفي الشمال لمدة 6 ساعات يومياً بين الساعة 10:00 وحتى الساعة 16:00. وستلتزم قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدم اعتقال أي شخص وبعدم مهاجمة أي شخص في قطاع غَزَّة بأكمله.
أيضاً ذُكر أنّه تمّ تلقي تأكيدات بأنّ الناس سيتحركون بحرية على طول طريق صلاح الدين الممتد من الشمال إلى الجنوب في غَزَّة.
لكن مباشرةً بعد هذا الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في اليوم السابق، استشهد ستة من أفراد عائلة فلسطينية عائدة إلى منزلها من المستشفى الذي لجأت إليه، نتيجة لهجوم الاحتلال الصهيوني على منزلهم.
وأيضاً قصف الصهاينة المعتدون بالأمس ولمرة أخرى محيط مدرسة تابعة للأمم المتحدة لجأ إليها النازحون في بلدة بيت لاهيا بشمال غَزَّة، مما أدى إلى مقتل 44 شخصاً هناك.
وطوال الهجوم الذي استمر لـ 46 يوماً، أكد المحتلون دائماً أنهم "لن يقبلوا بأي حل يعني وقف إطلاق النار وفرض هدنة إنسانية"، لكن اتخاذ الصهاينة المعتدين الذين تفاخروا بدخول غَزَّة "قرار وقف إطلاق النار" بعد 46 يوماً، في الواقع هو مظهر هزيمة بالنسبة لهم.
ولا تظنوا أنهم اتخذوا هذا القرار لإنقاذ 50 سجيناً، إذ منذ البداية كانوا يقولون أنّ "قضية الأسرى/ الرهائن هي قضية ثانوية بالنسبة لنا للحديث عنها"، وقالوا: "إنّهم لن يتوقفوا في غَزَّة ما لم تتم معالجة ما يسمونه بالأمن".
وأنا شخصياً لا أعتبر أن قوات الاحتلال التي تكبدت أكثر من 1500 قتيل نتيجة عمليات حـمـاس منذ 7 تشرين الأول، وافقت على هدنة لأجل إنقاذ 50 إسرائيلياً.
لأنّ إسرائيل أصبحت عالقة، وصارت معزولة في جميع أنحاء العالم، ووقع عليها غضب الإنسانية جمعاء، وصدمت بالمقاومة الفعالة لـحـمـاس وكتائب القسام، وأدركت هزيمتها الكبرى في النهاية، وتلقت إشارة بأنها سوف تتعرض أيضاً لغضب وانتقاد حلفائها الغربيين لذلك، كانت إسرائيل مضطرة الآن أن تقول نعم للهدنة الإنسانية، ولوقف إطلاق النار، ولغير ذلك من الحلول.
وبناءً على ذلك، فإنّ وقف إطلاق النار يجب أن يبدأ أو قد بدأ بالفعل اليوم في الساعة 10 صباحاً بالتوقيت المحلي، بالتأكيد، ستكون هناك هدنة، لكن لا يجب أن تكون هناك أي ثقة بقوات الاحتلال، فمن المؤكد أنّهم سيستغلون هذه الهدنة لأغراضهم الشيطانية، وربما يتم تمديد وقف إطلاق النار، وهذا الوضع مرتبط بحجم وشكل هزيمتهم.
ردود فعل الملايين من أصحاب الوجدان والضمائر الحية حول العالم، قد أرعب نظام الاحتلال فيما يتعلق بأمن الصهاينة حول العالم.
ربما لم يقم أو لم يتمكن الحكام من الرد كما ينبغي عملياً، لكن غضب الشعوب الذي فاض إلى الشوارع والطرقات كان سبباً مهماً في إجبار نظام الاحتلال على وقف إطلاق النار. فما يساهم بشكل كبير في وقف الإبادة الجماعية بشكل كامل هو التفاعل الشعبي المدني.
وكلمةً أخيرةً، نعم، هناك وقف لإطلاق النار، حسناً؛ لكن علينا أن لا نسقط في التهاون والاغترار، لأنه لا يمكن أن تكون هناك ثقة في المحتل". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد أستاذ الفقه الإسلامي وصفي عاشور أبو زيد أن العدوان المستمر على غزة حوّل القطاع إلى مقبرة جماعية للصمت العالمي، مشيراً إلى أن المعاناة وصلت لحد لا يطاق، وأن صمت القوى الدولية يمثل تواطؤاً أخلاقياً مع القتلة.
أكد مساعد مفتي ولاية ماردين التركية، موسى تشيفتشي، أن إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصى ومسجد إبراهيم عليه السلام يكشف عن نية صهيونية لاحتلال كامل للمقدسات الإسلامية، داعياً المسلمين للوحدة واليقظة، معتبرا أن صمود غزة أظهر للعالم الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني، وأثبت أن دولة الاحتلال ليست قوة لا تُقهر.
أكد الأكاديمي "أحمد جيلان" أن الهجمات التي يشنها الكيان الصهيوني المحتل ضد إيران تقف خلفها خطة عالمية لنشر الفوضى وعدم الاستقرار. وأشار جيلان إلى أن القوى العالمية التي تسعى لمنع وحدة الجغرافيا الإسلامية تستخدم الكيان الصهيوني كأداة لتنفيذ مخططاتها، محذرًا بالقول: "ما لم تنتهِ حالة التشرذم الذهني، فإن جميع الدول الإسلامية ستُستهدف واحدة تلو الأخرى".
وجّه المربّي النيجيري "سليمان عثمان إدريس"، الذي شارك في ورشة عمل "D-8"، انتقادات حادّة لصمت الدول الإسلامية تجاه الإبادة الجماعية الجارية في فلسطين، مؤكدًا أن "الاكتفاء بالإدانة لا يُغيّر شيئًا؛ علينا أن نتحرّك".